منذ اللحظة الاولى لاعلان خبر استضافة النمسا وسويسرا لبطولة الامم الاوروبية لكرة القدم لعام 2008 ، أصبحت الظروف مهيأة لخروج "مجموعة الموت" بالبطولة.
وبرغم أن هذه العبارة أصبحت مستهلكة وتطلق على أي مجموعة ببطولة ما ، ففي هذه الحالة بالذات كانت عبارة "مجموعة الموت" هي أدق وصف لاحدى مجموعات يورو 2008 .
فمع إقامة البطولة في دولتين مختلفين كان يجب أن توضع كل دولة منهما على رأس إحدى مجموعاتها بوصفها المصنفة الاولى بها ، مما جعل فكرة إبعاد القوى العظمى في أوروبا عن بعضها البعض بدور المجموعات أمرا مستحيلا. وبذلك وضعت قرعة البطولة كلا من فرنسا وإيطاليا وهولندا في المجموعة الثالثة سويا.
ولزيادة الامر سوءا ، فقد كان الفريق الرابع بالمجموعة والذي من المفروض أن يكون أضعفهم من الناحية النظرية هو منتخب رومانيا الذي لا يمكن أبدا التقليل من شأنه حاليا.
ولن يكون تألق فريق رومانيا بقيادة المدرب فيكتور بيتوركا خلال يورو 2008 مفاجأة لاحد بعد العروض الرائعة التي قدمها خلال مشواره بالتصفيات الاوروبية والذي أنهاه متربعا على رأس مجموعته متقدما على هولندا نفسها.
ومن أبرز نجوم رومانيا المعروفين قائد الفريق كريستيان تشيفو مدافع نادي إنتر ميلان الايطالي إلى جانب مهاجم فيورنتينا الايطالي الموهوب أدريان موتو. ولكن المنتخب الروماني لا يمكن قصره عليهما وحدهما.
ويلعب المنتخب الروماني بطريقة 4/4/2 معتمدا على لاعبي خط وسط مدافعين قويين ، وعادة ما يكون أحدهما تشيفو نفسه بعيدا عن خط الدفاع.
كما يضم المنتخب الروماني عددا من لاعبي الاطراف الجيدين مثل نيكولاي ديكا الذي يلعب على الجانب الايسر من الملعب برغم أنه يصوب بقدمه اليمنى. وينضم إلى موتو في خط الهجوم ، سيبريان ماريكا ، مهاجم شتوتجارت الالماني الذي يجيد لعب ضربات الرأس.
وقال بيتوركا في ثقة كبيرة "أعتقد أننا سنكون مستعدين جيدا ليورو 2008 ".
وتستهل رومانيا مشوارها في دور المجموعات من بطولة يورو 2008 أمام المنتخب الفرنسي بقيادة المدرب ريمون دومينيك ، والذي واجه صعوبات في تقديم عروض مقنعة خلال التصفيات المؤهلة للبطولة.
فقد تأهلت فرنسا إلى النهائيات بفضل خط دفاعها القوي ، أما خط الهجوم فقد ثبت أنه يعاني من مشاكل كبيرة وواضحة.
وعندما علم دومينيك بشأن المجموعة التي ستلعب بها بلاده في نهائيات يورو 2008 علق في سخرية قائلا "لا أعتقد أنني أكثر سعادة الان من أي مدرب آخر".
وبوجود هذه الصحبة ، لم يعد لدى المنتخب الفرنسي أي مساحة لاثارة الشكوك. فبرغم العلامات المنذرة التي ظهرت على أداء نجم الهجوم تييري هنري هذا الموسم والمشاكل البدنية التي يواجهها قائد الفريق باتريك فييرا ، يوجد لدى فرنسا لاعبين آخرين تستطيع تعليق آمالها عليهما خلال البطولة الاوروبية وهما كريم بنزيمة وفرانك ريبيري.
فربما يحتاج المهاجم الشاب بنزيمة للعمل على كسب مكانا أساسيا بتشكيل فرنسا ولكنه من دون شك نجح في التألق بدوري الدرجة الاولى الفرنسي ، أما ريبيري لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الالماني فهو قادر دائما على شق طريقه في أي مباراة مهما كان مدى تعقيدها.
وكانت إيطاليا قد تأهلت إلى نهائيات يورو على رأس مجموعتها بالتصفيات أمام فرنسا ، ولكن هناك تساؤلات عديدة حول كيفية استجابة دونادوني لاول تحدي كبير يواجهه في منصبه كمدرب لايطاليا.
وقال دونادوني "سأعتمد على فريقنا في جعل بعض المباريات سهلة أو صعبة".
ويمتلك دونادوني جميع الادوات التي تؤهل فريقه للعبور بسلام إلى الدور التالي من البطولة حتى بدون النجمين أليساندرو نيستا أو فرانشيسكو توتي اللذين أعلنا اعتزالهما الدولي. وسيكون حجر الاساس في بناء فريق إيطاليا بيورو 2008 هو نفس الفريق الذي أحرز لقب بطولة كأس العالم بألمانيا قبل عامين فقط.
وخلال بعض مباريات التصفيات ، لعب الايطاليون بطريقة أشبه ب 4/2/3/1 ، حيث كان ماورو كامورانيزي يتقدم قليلا إلى الامام في الجانب الايمن وكذلك الحال بالنسبة لانطونيو دي ناتالي في الجانب الايسر. وكانوا يمررون الكرة إلى لوكا توني ، الذي دائما ما يؤدي دوره الهجومي على أكمل وجه.
وتبدأ إيطاليا مشوراها في يورو 2008 أمام هولندا التي يدربها حاليا نجمها السابق ماركو فان باستن صاحب طريقة 4/3/3 التي تضيف لاعبا واحدا إلى قوة خط الوسط.
وكان للتغيير الذي أجراه فان باستن على طريقة لعب هولندا التأثير المتوقع حيث زادت قدرة الفريق التهديفية في الوقت الذي زاد فيه التأمين الدفاعي في الخلف. وكانت هولندا ، إلى جانب فرنسا وجمهورية التشيك ، صاحبة أقل رصيد من الاهداف المسجلة في مرماها خلال التصفيات.
ويرى فان باستن الذي سينتقل لتدريب نادي أياكس الهولندي في تموز/يوليو المقبل أن منتخب بلاده يضم "عددا كبيرا من اللاعبين أصحاب المهارات الهجومية الجيدة" مضيفا أن العديد منهم مع ذلك "مازالوا يافعين ويحتاجون أن يصبحوا أكثر نضجا".
وسيكون على اللاعبين الهولنديين أن ينضجوا سريعا لان "مجموعة الموت" لن ترحم أي نقطة ضعف بين أي من فرقها الاربعة.