مر زمن طويل منذ أن قدمت شركة "أديداس" للملابس والادوات الرياضية الكرة "تيلستار" خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم بعام 1970 بالمكسيك. والان ، أصبح ملء الكرة بالهواء يتم بطريقة حرارية ، وتتمتع الكرة بسطح خارجي لا يتأثر بالحرارة أو البرودة. كما أن الكرة نفسها أصبحت مستديرة بشكل شبه كامل.
وبالمقارنة بكرة "يوروباس" الجديدة التي قدمتها شركة "أديداس" نفسها مؤخرا من أجل بطولة الامم الاوروبية المقبلة يورو 2008 بالنمسا وسويسرا ، تبدو كرة "تيلستار" القديمة وكأنها مصنعة من مجموعة من الخرق وأن اللعب بها مستحيل.
وبعد التطور الكبير في عملية نفخ الهواء في الكرة بطريقة حرارية والذي قدمته "أديداس" في كرة "تيمجايشت" ، الكرة التي فازت بها إيطاليا بلقب بطولة كأس العالم لعام 2006 بألمانيا ، تجسد كرة "يوروباس" الان ، على حد وصف "أديداس" نفسها ، "ثورة" تكنولوجيا "بي إس سي-تكستشر" (المادة المصنوعة منها الكرة) ، والتي تسمح للاعبين "بالتحكم في الكرة وتوجيهها بدقة في جميع الظروف الجوية".
ولكن ما الذي تعتمد عليه هذه الكرة في تكوينها؟ تقول أديداس "إنها مزودة بمادة دقيقة وشديدة النعومة فوق الجلد الخارجي للكرة مما يضمن أقصى درجات الاحكام والتشبث بين الكرة والقدم".
ومع ذلك ، فحتى في هذه الحالة لم ينس المصممون أمر حارس المرمى الذي أصبح الخاسر الاكبر من وراء هذا السطح الخارجي للكرة ، ومن وراء السرعات والتأثيرات التي تدأب العقول النشطة في معامل "أديداس" بمدينة شينفيلد الالمانية على إضافتها للكرة باستمرار.
فمن المنتظر أن تقدم الكرة الجديدة أيضا "درجة أفضل بكثير من الاحكام والتشبث بين قفاز حارس المرمى والكرة نفسها ، مما يعني تحسين قدرته على الامساك بالكرة".
وبذلك سيتمكن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من لعب تسديدة "فولها سيكا" الملتفة الشهيرة ، عندما يلعب كرة عالية ويسقطها بداخل المرمى من الضربات الحرة المباشرة ، سواء كان هناك تساقط للامطار أو الجليد أو البرد أو كان الجو مشمسا. وإذا فشل إيكر كاسياس في الامساك بالكرة ، فلن يتمكن وقتها من الادعاء بأن الكرة هي التي انزلقت من بين يديه.
وتعتبر كرة "يوروباس" أعجوبة فنية ، ومع ذلك فمن المرجح ألا يجد اسمها لنفسه مكانا في ذاكرة جماهير كرة القدم كما كان الحال مع أسلافها من الأنواع الاوروبية السابقة من كرة القدم مثل "كويسترا" و"تيريسترا سيلفرستريم" و"روتييرو" .
وربما يكون هذا هو السبب وراء قرار "أديداس" بالعودة بتصميم الشكل الخارجي للكرة إلى حد ما إلى قواعده الاصلية.
فمع وجود أرضية بيضاء كبيرة ومن فوقها نقاط سوداء ، تعود كرة "يوروباس" التي ستستخدم في بطولة يورو 2008 الشهر المقبل ، بالذاكرة إلى كرة "تيلستار" ، أول كرة تصممها أديداس خصيصا من أجل بطولة كبيرة والتي تحولت أشكالها السداسية البيضاء والسوداء بعدها إلى نموذج أصلي لشكل كرة القدم.
وكانت هذه هي الكرة التي فاز بها المنتخب البرازيلي المكون من بيليه وجيرسون وتوستاو وريفيلينو وجايرزينيو بلقب بطولة كأس العالم في ذلك العام (1970) ، ثم فعلها المنتخب الالماني باستخدام الكرة نفسها وبقيادة النجوم بيكنباور ومولر وماير وبريتنر بعد أربعة أعوام أخرى.
وحتى نجم الكرة الهولندية يوهان كرويف استغل هذه الكرة لتقديم أكبر أسطورة في تاريخ كرة القدم حول فريق خاسر وهي: "الكرة الشاملة" لما يطلق عليها "الطاحونة البرتقالية".
ولكن بصرف النظر عن نوع الكرة أو اسمها سواء كانت "تانجو" أو "أزتيكا" أو "إتروسكو" أو "كويسترا" أو "تريكولوري" أو حتى كرة "فيفرنوفا" التي لعبت بها بطولة كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ، فلا يوجد من بين هذه الانواع كرة واحدة دخلت المرمى دون أن يكون أحد اللاعبين هو من دفعها باتجاهه.
وهذا ما أكده مهاجم كوستا ريكا باولو وانشوب عندما سئل عن كرة "تيمجايشت" قبل كأس العالم 2006 مباشرة حيث قال "تعجبني هذه الكرة لانها مثل أي كرة أخرى وحسب ، مستديرة".