من سيموت اليوم؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من سيموت اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا ما يحدث خلال يوم عادي في فلسطين....

عاد أحمد من صلاة الفجر في المسجد مع ابنه الصغير محمد ليجد زوجته زهرة في المطبخ تجهز طعام الإفطار,
جلس أحمد على الكرسي القديم بجانب النافذة وأخذ يستمع إلى صوت ابنه محمد وهو يقرأ القرآن.
نظر أحمد إلى محمد الصغير وأخذ يفكر, ترى هل سأعيش حتى أراه وهو يكبر؟ هل سأكون معه عندما يحقق حلمه ويصبح طبيباً؟ ترى ...... هل سيعيش محمد حتى ذلك اليوم ؟؟؟؟؟

محمد في التاسعة من عمره, ومع ذلك فهو يحفظ القرآن ويقرأ أفضل من والده, يحب أحمد سماع صوت محمد وهو يقرأ القرآن, فهو يشعره بالطمأنينة.

كان محمد يقرأ سورة المائدة, جاءت زهرة وأخذت تجهز المائدة للإفطار وكان محمد يقرأ الآية "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ"
وأخذت زهرة تفكر... لطالما تعجبت من قصة قابيل وهابيل, كيف يقتل الإنسان أخاه؟؟

قام أحمد من أمام النافذة وجلس إلى المائدة, وبدأت زهرة بوضع الطعام على المائدة, ووصل محمد إلى الآية " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً... " فصمت محمد... ووقفت زهرة... ورفع أحمد رأسه ونظر إلى محمد.
فكر محمد... اليوم سيذهب إلى المدرسة ولكنه لن يرى صديقه العزيز إبراهيم, إنه يذكر ذلك اليوم عندما ذهب إلى المدرسة ووجد مقعد إبراهيم فارغاً, عندما دخل المدير وقال لهم: إبراهيم لن يعود إلى المدرسة بعد اليوم, كان الأطفال يعرفون ما معنى هذه الجملة, لقد مات إبراهيم. لم تكن أول تلك أول مرة, أمين لن يعود إلى المدرسة بعد اليوم, أحلام لن تعود إلى المدرسة بعد اليوم, المعلمة منيرة لن تعود إلى المدرسة بعد اليوم.....ولم تكن تلك أول مرة يرى فيها محمد الدموع في عيني المدير, ولكن هذه المرة كانت مختلفة, فإبراهيم كان ابن المدير, ترى... هل سيدخل المدير إلى غرفة الصف يوماً ويقول: محمد لن يعود إلى المدرسة بعد اليوم؟؟

فكرت زهرة...فكرت بجارتها سلام, تذكرت ذلك العيد, أول عيد كانت ستحتفل به سلام مع زوجها, ولكن سلام لم تحتفل بذلك العيد, ولم تر زوجها بعد ذلك اليوم, ترى... هل سيكون هذا اليوم هو آخر يوم ترى فيه زهرة زوجها أحمد؟؟؟

فكر أحمد...فكر بأخيه صلاح الدين, فكر بصديقه العزيز معتصم, وفكر بوالده, كلهم ماتوا, وتساءل أحمد: من سيموت اليوم؟؟؟

وما إن انتهوا من تناول طعام الإفطار حتى سمعوا صوت طرق على الباب, هذا جارهم مأمون جاء ليصطحب أحمد إلى العمل, ودع أحمد زوجته زهرة وابنه محمد وخرج, لكنه عاد مسرعاً واحتضن محمد الصغير وقال له: أراك قريباً يا بني, ثم خرج مسرعاُ ليلحق بمأمون وأسرعت زهرة لتراقبهم من النافذة.

وصلت السيارة إلى "معبر ايريز", الطريق الوحيد الذي يوصلهم إلى مكان عملهم.
كان المكان مكتظاً كالعادة, وانتظر أحمد ورفاقه بفارغ الصبر حتى جاء دورهم أخيراً, توجه إليهم الجنود الإسرائيليون وطلبوا منهم بطاقات الهوية وتصاريح العبور, وفتش الجنود السيارة بدقة ثم أخرجوا الرجال من السيارة وفتشوهم واحداً تلو الآخر.
وأخيراً سمح لهم الجنود بالعبور, انطلقت السيارة وعادوا إلى أفكارهم, مأمون يفكر بالمفاجأة الذي يحضرها لابنته رجاء بمناسبة حصولها على أعلى معدل في المدرسة, ماجد يفكر كيف ستكون حفلة عرسه, حسن نائم, وأحمد يفكر في زوجته وابنه, ترى ماذا يفعلون الآن؟؟ هل ذهب محمد إلى المدرسة؟؟

فجأة سمعوا صوت مروحية, ورأوا سيارة مسرعة تقترب إليهم, كانت المروحية الإسرائيلية تطارد الفلسطينيين الذين يركبون السيارة المسرعة, كانت السيارة تقترب وصوت المروحية يرتفع, استيقظ حسن من نومه, وأوقف مأمون السيارة.
كانت السيارة الأخرى تقترب بسرعة, وعندما أصبحت بجانب سيارة مأمون انطلق صاروخ من المروحية وأصاب السيارتان معاً.

دخل المدير إلى غرفة الصف وعلى وجهه نظرة عرفها الطلاب فوراً, أخذ كل واحد يتفقد الآخرين, غريب ... الجميع هنا !!!
توجه المدير إلى محمد وقال له: تعال معي يا صغيري... هذه جملة أخرى كان الطلاب يعرفون معناها, سأله محمد مباشرة: من؟؟؟, فأجابه المدير: أبوك.
خرج محمد مسرعاً والدموع تملاً عينيه, ولكنه عندما دخل إلى المنزل كان هادئاً, قامت أمه مسرعة واحتضنته وقالت: لقد مات أبوك يا محمد.. لقد مات.

بعد أسبوع عاد محمد إلى المدرسة, لكنه لم يرى زميله ثابت, ودخل المدير إلى غرفة الصف.....

مشكوور حبيبي
ع القصه

محد ايعر متى بيموووت ... مشكووووور اخوي على القصة

مشكوووووووووووووووور اخوي على القصه

تسلم اخوي ع القصه

Smile

مشكووووور عل الموضوعــ

مشكور على الموضوع ..... و جعلها الله في موازين حسناتك

» نكتت اليوم
» اليوم الاحمر يلاقي التايلندي في عقر داره
» المنتخب العماني يغادر السلطنة اليوم لملاقاة المنتخب البحريني ضمن تصفيات كأس العالم