بالفم المليان أقولها وبقناعة كاملة، لا أحد له فضل على تحسن أداء مستوى منتخبنا الوطني لكرة القدم الذي قدمه حتى الآن في تصفيات كأس العالم الآسيوية الحالية المؤهلة إلى المونديال القادم، والفوز الغالي والمثير الذي حققه على حساب المنتخب السوري الشقيق.. نعم ليس هناك فضل لأحد لا أفراد ولا مؤسسات، ولا حتى الحكومة «بكبرها»، الفضل الأول والأخير لهذا المستوى والحالة الرائعة التي وصل إليها الأزرق، هو لله ثم للاعبين أنفسهم الذين تحدوا الظروف، وقهروا حالة اللاوعي التي تعيشها الرياضة الكويتية بشكل عام وانتفضوا وحدهم للدفاع عن تاريخ ومستقبل الكرة الكويتية، وناضلوا وجاهدوا ووضعوا اسم بلدهم ووطنهم أمام أعينهم وشعروا بحلاوة وأهمية الفوز الممزوج بالأداء والمستوى المتميز، وأكدوا للجميع أن إرادة اللاعب الكويتي باستطاعتها أن تقهر المستحيل وتطيح بكل أشكال المعوقات والمشكلات والصعوبات التي تواجهه... والفضل الآخر لتطور مستوى وأداء المنتخب، هي تلك الجماهير الوفية التي تتابع وتشجع أزمة الكرة في السراء والضراء، بل إنها كانت تقف خلفهم في أوقات الحزن والأسى أكثر من حالات الفرح التي انعدمت تقريبا خلال السنوات الأخيرة.
• اللاعبون والجمهور الوفي هما من ينسب اليهما الفضل في تحسن نتائج المنتخب الأخيرة.. ومن يحاول بطرق بها الكثير من النفاق والمجاملة والبعد عن الحقائق نسب فوز الأزرق على سورية لبعض المسؤولين أو للجهاز الفني الجديد، فهو يجافي الواقع ولا يلمس الحقيقة وإبخاس لمن صنع هذا المنتخب بنجومه الشابة وأعطانا فسحة من الأمل في عودة الكرة الكويتية إلى سابق انتصاراتها ومستوياتها الرائعة.. نحن لا نتعامل بالسحر والشعوذة ولا نعرف اللعب بالبيضة والحجر. فوز منتخبنا الأخير على سورية ليس لأن الشيخ أحمد الفهد عاد فجأة لدعم المنتخب، وجلس مع اللاعبين «متربعا» على أرضية الملعب بعد فترة طويلة من إهمال كبار المسؤولين في الرياضة والبلد له.. ولا لعودة محمد إبراهيم بمساعدة أحمد خلف لتدريب المنتخب.. فالمنتخب كان يعيش حالة استقرار وحالة نفسية وذهنية عالية، قبل مباراة سورية الأخيرة، كان في قمة روحه المعنوية ومستواه أمام إيران، وخصوصا في الشوط الثاني، وكان هو الأفضل والأخطر والأكثر سيطرة أمام سورية في دمشق في مباراة الإياب، وكان مستوى المنتخب يتطور بشكل سريع والجماهير راضية عن المستوى، وان وقف الحظ أمام فوزنا على إيران ثم سورية، لم نكن سيئين ومحبطين حتى يأتينا مَن ينقذنا من الحالة الجديدة المفتعلة بأن الله أنقذ المنتخب بمجرد ظهور الشيخ أحمد الفهد، وتسلم الجهاز الفني الجديد لمهمته، فإذا أي منتخب سيتغير في يوم وليلة، فنحن أول من نطالب بأن يتم تعيين مدرب جديد لكل مباراة يخوضها الأزرق في أي بطولة رسمية.
• الكل تخلى عن المنتخب، عدا الجماهير الوفية، عندما كان لاعبونا يريدون فزعة الجميع معهم، خلال المرحلة الجديدة للكرة الكويتية، أين كان المسؤولون عن الرياضة عندما خاض منتخبنا الوطني أولى مبارياته في التصفيات الحالية أمام الإمارات في استاد زايد بمدينة أبوظبي، لم يوجد مع المنتخب سوى رئيس الوفد رئيس لجنة المسابقات في اللجنة الانتقالية عياد سالم وعضو اللجنة عبدالحميد محمد والمشرف محمد خليل، فيما فقد المنتخب الجيش الجرار من المسؤولين الكبار في الرياضة والشخصيات والشيوخ الذين كانوا يقفون مع الأزرق، عندما كان يفوز ومتربعا على القمة.. وعندما هبط أداؤه وتراجع مستواه الكل تخلى عنه.
• القيادة الرياضية الحقيقية، هي التي تقف خلف منتخبها الوطني في الرخاء والشدة، هم في قلب المسؤولية أم هم بعيدون عنها.. الشهيد فهد الأحمد عندما تم حل اتحاد الكرة الذي كان يرأسه وتعيين مجلس إدارة معين برئاسة عبدالعزيز المخلد قبل المشاركة الرسمية للكويت في «خليجي 8» في البحرين عام 1986، ورغم مرارة الموقف الذي تعرض له الشهيد، إلا أنه لم ينزو بعيدا، وظل قريبا من أبنائه اللاعبين، وكان معهم في البطولة يشجعهم ويشد من أزرهم، ولم يتخل عنهم حتى الفوز باللقب، هذه هي القيادة التي قلبها وعقلها مع أبنائها اللاعبين.. الله أعطانا عقلا نفكر به.. فلا نريد لأحد أن يستغل الشارع الرياضي بأوهام وفرقعات إعلامية مكشوفة.