تخيل انك تتابع مباراة لا تشجع فيها اي طرف بل تارة تكون مع الطرف الاول و اخرى مع الاخر و تحزن اذا خسر احدهما , هذا هو شعار يورو2008 , فعلى مدى ساعة و نصف استمتعت بمباراة تركيا و سويسرا و ان كانت بلغة المانية فلدى بعض من كلمات التيديسكو او الالمان وهذا كوني دائم التنقل من مكان لاخر , نعم جو اوربي رهيب امطار و سرعة من اللاعبين كالقطار التيربو اجتاز كل الصعاب و استمتعنا بلقاء كروي كبير كما حدث في لقاء المانيا و كرواتيا , وتخيلت انني في يوم من الايام.
سأجد في ملاعبنا شعار ( الارض لا تلعب مع اصحابها) و عندما يحدث هذا ستطور كرتنا العربية , فكما هو معتاد في كل مباراة عربية نرى فوز اصحاب الارض و نادرا ما يحدث عكس ذلك , ونادرا ايضا ان نرى تواجد الجماهير العربية التي تعزف عن حضور المباريات ربما لقناعتها باختفاء او ندرة المواهب و ربما لمعرفتها النتيجة مسبقا كون ان السيناريو العربي مكرر دائما في دورياته المحلية . كنت اتخيل حكامنا مثل حكامهم لا يخافون او يكيلون بمكيالين او حتى يراعون ضمائرهم الا القليل من حكام العرب وهم معدودون على الاصابع لكن جيل المستقبل من الحكام يبشر بالخير, كنت اتخيل ان ارى ملاعب عربية على مستو اوربي لكنني صدمت فاننا رغم التطور الحاصل في مستوى المنتخبات و زيادة الجماهيرية في العديد من الدول الا اننا نجد ملاعبنا خاوية تماما من كل مقومات الملاعب كبنية اساسية يفترض ان تكون ,و خلال شرودي الواسع في التخيل و هى عادة لي دائما وجدت كابوسا مزعجا ياتيني بصدمة كبرى , كيف تتخيل كل هذا ومنتخبات لا تجد ملعبا تتدرب عليه او تجري مبارياتها الرسمية عليه, كيف تتخيل وهناك اندية لا تزال تتدرب في مراكز شباب , كيف تتخيل و هناك حكاما لا يتقاضون الا القليل الذي قد لا يكفي لشراء مستلزماته كحكم , او حتى الحفاظ على سلامته, كيف تتخيل وهناك منتخبات لا تزال تحلم بكيفية الوصول في ان الاخرى تحلم في تحسين الالوان و الصورة و الفوز بكاس البطولة , كيف تتخيل وهناك اندية لا تجد المال لشراء مستلزماتها البدائية للاعبيها , وكيف تتخيل و هناك شلل و جماعات في الوسط الرياضي و الاعلامي ايضا , وكيف و كيف ..... و اذا سالت فلن يقف قلمي او اصابع يدي عند حد معين من الكيف وما يحدث الان في الوسط الرياضي فاللعب مع الكبار اصبح سهلا الان فالكل رابح عدا الجمهور هو الخاسر الوحيد عندما يعلم بصفقات مضروبة بالملايين و ملايين مهدورة للمدربين و قاعدة ناشئين معدومة لكبار و عمالقة الاندية و المنتخبات , كيف تتخيل ان ياتي منتخبا ينافس على لقب كاس العالم وان يكون هذا المنتخب عربيا ستجد الرد النفس العربي قصير بسبب الشيشة و السجاير التي يقبل عليها معظم اللاعبين دون ان يكون هناك رادع لاننا ببساطة نكتفي بالتخيل و لا نبحث عن الواقعية التي تفرض نفسها في اوربا فلا مكان لصاحب النفس القصير او صاحب المشاكل او حتى الرشاوي في صنع التشكيل , دعونا نعيش نتخيل ان تمر انتخابات الاندية بدون قتال او حتى الخروج عن اللياقة كما يحدث في بعض الاندية العربية , دعونا نتخيل ان ياتي رئيس نادي نزيه مع قائمته لتقول الجماهير كلمتها , ولا اعلم لماذا تقتصر الانتخابات على الاعضاء فتخيل ان يتم اختيار الادارة من قبل الجماهير التي لها الحق في المساهمة مع ناديها في اي قرار في اوربا هناك استفتاء للجماهير على كل شيء من الالف الى الياء , رغم كل هذا الا انني افتخر بانني اتخيل و الحمدلله لن يتدخل فيها احد و لا يعلم بها الا هو فسبحان الله العظيم .