كان (فرنسا) (ا ف ب) - روبرت دي نيرو الذي يسلم الاحد السعفة الذهبية للفيلم الفائز في الدورة ال61 لمهرجان كان السينمائي الدولي هو بطل فيلم الختام "وات جاست هابند" (ما حدث للتو) الذي يسخر من هوليوود مستعرضا عالمها القاسي الذي يسوده "الخوف" من التعرض للنبذ من استوديوهات الانتاج.
يروي هذا الفيلم المقتبس عن كتاب للمنتج ارت لينسون واخراج باري ليفنسون اسبوعين في حياة منتج يدعى بن (دي نيرو) انهار زواجه الثاني ويجد صعوبة في انهاء فيلمه المقبل.
ولا يترك هذا الفيلم اي امر للصدفة ويكشف سلطة المال التي تفرضها استوديوهات الانتاج وحياة مخرجي الافلام المضطربة التي تبرز في جلسات بن العلاجية مع زوجته السابقة (روبن رايت بن). حتى انه يكشف الاضطرابات المعوية التي يعاني منها وكيل اعماله ديك بيل (جون تورتورو).
وقال دي نيرو للصحافيين "اننا مسرورون جدا لعرض هذا الفيلم هنا لان المشهد الختامي صور في كان".
والممثل الاميركي البالغ ال64 من العمر الذي لم ينل اي جائزة في كان لكنه حصل على جائزتي اوسكار يعرف عالم هوليوود حق معرفة وهذا ما دفعه الى رفض الاقامة فيها.
وقال دي نيرو "لم استقر يوما في هوليوود. كنت اقيم فيها لاسباب مهنية لتصوير افلام لكنني اعيش في نيويورك. وهناك فارق كبير بين هاتين المدينتين".
ويعود اول دور اداه في هوليوود الى 1973 عندما صور فيلم "مين ستيرتس" (شوارع رئيسية) لمارتن سكورسيزي. وقال دي نيرو "لقد بقينا ثلاثة اسابيع للتصوير لكنني لست من الاشخاص الذين يحبون البقاء في لوس انجليس".
وفي الفيلم يحاول بن من خلال اتصالاته العديدة اعطاء نفحة لمسيرة مهنية بدأ تأفل.
واضاف دي نيرو "هناك دائما هاجس الاستبعاد في هوليوود اكنت ممثلا او مخرجا او منتجا".
ويحاول دي نيرو في هذا الفيلم الاحتفاظ برباطة جاشة امام نوبات جنون المخرج (مايكل وينكوت) وعناد مديرة استوديو الانتاج (كاثرين كينر) ونزوات الممثل (بروس ويليس) الذي يرفض ان يحلق ذقنه.
ولا يعتبر دي نيرو نفسه ممثلا صعب المراس مقارنة مع زملائ. وقال "من الصعب جدا تصوير فيلم ليزيد الامر تعقيدا ما لم يشعر الممثل بالحاجة الى أداء الدور بطريقة مختلفة".
لكن دي نيرو يرفض الخضوع لقوانين استوديوهات الانتاج مستسلما فقط لاوامر المخرج. وقال "لا جدل في ان المخرج هو المسؤول الاول والاخير عن الفيلم وليس استوديوهات الانتاج". واضاف "غالبا ما يكون للمال تأثير كبير. وفي ما يتعلق بفيلم +ذي غود شيبرد+ (الذي عرض في 2006) كان مات دايمون موجودا دائما في الاوقات الصعبة".
لكن لا يبدو ان هذه الصعوبات ستثبط من عزيمته بما ان دي نيرو يعمل حاليا على انتاج تكملة لهذا الفيلم. وخلص الى القول "آمل ان انتج هذا الفيلم خلال ثلاث او اربع سنوات. لا اتوقع انتاج اكثر من خمسة افلام في مسيرتي المهنية اذا حالفني الحظ. وهذا الفيلم سيكون الثالث الذي انتجه".