الأزمات المحيطة باتحاد كرة القدم البحريني، هل صحيح أنها تعود بصورة رئيسة إلى تواضع إمكانياتنا المادية وكوننا دولة معدمة في منشآتها الكروية؟
في أكثر من مناسبة تجمعنا بمسئولي الاتحاد الموقر، وحين يدور الجدل حول البرمجة الترقيعية لمسابقاتنا الكروية التي تأبى إلا أن تسجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لطولها، يأتي الجواب معلبا، على شكل اسطوانة مشروخة تعاد من دون كلل ولا ملل: "اعطونا منشآت...نعطيكم برمجة دقيقة"، والغريب أن أحدا لا يتعب من هذا التكرر المقيت، متجاهلين سنوات طويلة مضت كانت فيها كافة المسابقات الكروية تقام على ملعب واحد، قبل فتح المجال أمام ستادي نادي المحرق والنادي الأهلي لاستضافة عددا من المباريات، كان الموسم فيها يبدأ وينتهي بدقة لم تعد موجودة سوى في تاريخ اتحادنا العزيز.
ولو سلمنا بهذه الحجج الواهية حول برمجة لا تتفوق حتى على مباريات الكابتن ماجد الكارتونية، حيث تظل الكرة معلقة في الهواء لثلاثة أيام، فيما تظل كرتنا لأشهر تنتظر الفرج، لنا أن نطرح أسئلة بريئة ليس فيها سوى تأكيد على قلة حيلة الروؤس المسيطرة على زمام مؤسستنا الكروية العزيز برغم شعورهم اليائس بتفوق ملكاتهم الذهنية، من أين خرجت للنور أزمة تزوير أعمار الحكام والتي وقع ضحيتها حكم واحد، تحمل وحده وزر إرث التزوير، في حين أن الشواهد وكافة القريبين من بيت الكرة، يؤكدون أن لدينا ما لا يقل عن سبعة حكام زورت أعمارهم عن سابق قصد وترصد لأسباب لا تخفى على أحد، أبرزها على الإطلاق ضعف كفاءة الاتحاد الرائع في إعداد حكام قادرين على الوصول إلى العالمية، بعد آخر حكم كتب له أن يكون بين النخبة العالمية في مونديال 1994 وهو المتقاعد يوسف القطان، أي قبل حوالي 14 عاما كاملة!!
كيف ولماذا أجهضت روح المنافسة في المسابقتين الرئيستين (الدرجة الأولى والثانية) بإعلان أقل ما يقال عنه بأنه ارتجالي وسمج لمسابقة لا نعرف معناها وقيمتها الفنية وهي مسابقة دوري الدمج والتصنيف المقررة في الموسم المقبل، والتي لم يجد عباقرة الاتحاد الكرام سوى أن يعلنوا عنها إلا في منتصف الموسم الكروي، ليقتلوا بعقلاياتهم الفذة كل مبررات التسابق والتنافس على "حديدة الدوري"؟ ليجدوا أنفسهم مجددا في قلب ورطة أخرى متصلة بالتنظيم الجديد، أتقام المسابقة كدوري من دور واحد؟ أم تقسم الفرق إلى مجموعتين؟ من دون أن يضعوا في حساباتهم أن فكرة كهذه قد تحرم جماهيرنا المسكينة من مواجهات يعشقونها، كتلك التي تجمع المحرق برفيق دربه الأهلي، حين يقعان في مجموعتين مختلفتين ويفشل أحدهما في التأهل إلى الدور التالي؟
كيف ولماذا ومن أين سيقت فكرة السماح بمشاركة اللاعب المقيم (فكرة ابتدعها الاتحاد للالتفاف على رفض الاتحاد الدولي تسجيل اللاعبين الذين لا يحملون جنسية كاملة كمواطنين)؟؟ كلها أسئلة لا تقودنا إلا لإجابة واحدة هي أن اتحادنا العزيز..في (الباي باي)، ومسكينة كرة القدم البحرينية أمام شخصيات قدمت نفسها كعقول مفكرة، لكن الناتج النهائي لم يؤكد سوى أنهم عقول فارغة، لم تطعم كرتنا العطشى..سوى الهواء.
ترى هل ثمة مبرر واحد فقط، لبقاء نفس أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة لدورة انتخابية جديدة؟