درج استخدام عبارة «خط أحمر» في بيروت منذ العام 2005 الذي شهد اغتيال رفيق الحريري وما تلاه من احداث ومناوشات سياسية ما لبثت ان تحولت عسكرية.
وخلال تلك الفترة، كان «الخط الأحمر» لسان حال السياسيين للدلالة على حق يعتبرونه مكتسباً.
فمن «بيروت خط أحمر»، الى «نهر البارد خط أحمر»، الى «السلاح خط أحمر»، كثرت الخطوط دون مسار واضح لنهاياتها التي يبدو انها اصطدمت بجدار الحوار الوطني في الدوحة الذي افضى الى اتفاق نتمناه دون «خطوط» مع العلم ان «لبنان خط أحمر» هو المبتغى.
ورغم ان «الخط الاحمر» ليس وليد «القاموس اللبناني» إلا أن شعوراً داخلياً جعله سمة أو هوية للجدل الدائر في بيروت خلال السنوات القليلة الماضية.
يوم أمس، تبين أن ذاك الخط خاض غمار البحر الابيض المتوسط من بيروت وبلغ «القارة العجوز» قبل ان يتجه شمالاً ويعبر بحر المانش ليصل الى انكلترا وتحديداً الى مانشستر التي احتفت بال «يونايتد» بطلاً لاوروبا.
وطالما ان «الشياطين الحمر» ولجوا منصة التتويج، فينبغي على كل متابع ومشاهد ومتفرج ومستمع ان يرفع القبعة للبطل مع العلم ان رفع القبعة فيه من الاحترام لمن رُفعت له ما فيه من تقدير لإنجازه.
عنصران لرفع القبعة إذاً: الاحترام والتقدير، أما أقل من ذلك فيُدخل صاحبه في معمعة «خط أحمر» تجاوزه، وما كان عليه ذلك.
قبل «الخط الاحمر» الذي رسمه عشاق مانشستر يونايتد ل «أعدائهم»، وقف البعض يصفقون للبطل الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات أعظم بطولة للأندية في العالم.
على «الخط الأحمر» نفسه، وقفوا مجدداً احتراما وتقديرا لجهود ناد عريق بقيادة مدرب ولا أروع.
ولكن عند تجاوز «الخط الأحمر»، فإن «المتجاوز» يصبح مهدداً خصوصاً أن ما خفي كان أعظم.
بعد «الخط الأحمر»، يبدأ عشاق «النادي الاحمر» بالدفاع عن فريقهم رغم أن الاخير كان محظوظاً جداً، أو فلنقل، جداً وجداً وجداً، عندما هزم تشلسي في نهائي دوري الابطال.
بعد «الخط الأحمر»، يكثر عشاق مانشستر في الكلام بهدف الدفاع عن لقبهم خصوصا انه لم يكن واضحاً أو مستحقاً او حتى عادلاً.
بعد «الخط الأحمر»، ينسى هؤلاء ان جون تيري «زلق» لدى تسديده الركلة الترجيحية الحاسمة، وان الحارس الهولندي ادوين فان در سار هُزم عندما ارتمى الى اليمين في الوقت الذي اتجهت كرة قائد تشلسي الى اليسار.
بعد «الخط الاحمر»، يتجاهل هؤلاء الكرتين اللتين اصابتا قائم وعارضة فان در سار ولا يتذكرون سوى الفرصتين الذهبيتين اللتين أضاعهما مانشستر في الشوط الاول، مع العلم ان حارس تشلسي بتر تشيك أنقذ فريقه من هدف، وتيري من هدف، وهذان اللاعبان تُدفع لهما الاموال للقيام بذلك.
أما أن يذود القائم ثم تدافع العارضة عن مانشستر يونايتد، فإن الحظ هنا هو من يدفع «الفاتورة»، وليست عبقرية البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وإذا كان نسيان تفاصيل تتويج مانشستر يونايتد «الفاضحة» و«زلقة تيري» و«الحظ» خارج الخط الأحمر حيث يتربع «الشياطين الحمر» أبطالاً، وإذا كان تتويج الفريق نفسه «خطاً أحمر» أيضاً، فإن الشك في ذاك الفوز هو في الواقع «خط أحمر» بالنسبة لمن لم يقتنع بأحقية فيرغوسون ورجاله باللقب نفسه
الإثنين 26 مايو - 21:42
